تعيش مراكش طيلة السنة على إيقاع مواعيد وطنية ودولية من كل الأنواع. حيث تتوالى العروض والحفلات الموسيقية والمهرجانات والمعارض والمؤتمرات وتجمع مشاركين من جميع أنحاء العالم.

مراكش المضيافة والمرحة

ليس من وليد الصدفة أن تكون مراكش أكثر المدن المغربية زيارة. فسمعة هذه المدينة تسبقها إلى العالم بأسره. فما السر وراء ذلك يا ترى؟ ربما يعود الفضل في ذلك إلى نمط العيش الفريد هذا الذي تمتزج فيه الأصالة بالبساطة والتأنّي بغزارة المواعيد.

فالمدينة تعيش طيلة السنة على إيقاع مواعيد وطنية ودولية لا تعد ولا تحصى. حيث تتوالى العروض والحفلات الموسيقية والمهرجانات والمعارض والمؤتمرات وتجمع مشاركين من جميع أنحاء العالم.

كما أن مراكش تستضيف مؤتمرات دولية بارزة. ففي سنة 2016 احتضن باب إغلي مؤتمر COP22 حول المناخ الذي حضره 30 ألف شخص، كما استضافت المدينة النسخة السابعة من نفس المؤتمر سنة 2001. وفي سنة 2014 احتضن نفس المكان أشغال القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال بحضور 3000 مشارك. كما استضافت المدينة الحمراء المؤتمر العالمي للسياسات سنوات 2009 و2010 و2017 و2019، وهو ثالث أفضل مؤتمر لخلية التفكير (Think Tank) حسب تصنيف جامعة بنسلفانيا. واحتضنت المدينة كذلك نسخة 2015 من مبادرة كلينتون لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تم تأسيسها سنة 2005.
من جهة أخرى، ومنذ 2011، تتحول مراكش في شهر نونبر من كل سنة إلى عاصمة السينما العالمية من خلال مهرجانها الدولي للفيلم. كما أن مهرجان مراكش للضحك يحتفل هذه السنة بمرور عشر سنوات على تنظيم أول نسخة منه. أخيرا وليس آخرا، ستنظم مراكش سنة 2021 الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وعلى صعيد آخر، تطورت البنى التحتية السياحية في مراكش بشكل لافت جعلها قادرة على تلبية طلبات أصعب الزبناء إرضاءً. فالابتسامة دائمة على وجه المستخدمين، وتفكيرهم منصب على إرضاء الضيوف بأسلوب يجمع بين المعاملة اللطيفة والمهنية العالية.

وإلى جانب السلاسل الفندقية المغربية المشهورة، توجد في مراكش كل السلاسل الفندقية العالمية. وبالنسبة للزوار الذين يحبون الخصوصية والأصالة فسيجدون ما يبحثون عنه في دور الضيافة بالمدينة القديمة. فهذه الفضاءات تمنحهم تجربة فريدة يتذوقون فيها طعم حياة المراكشيين وسط أزقة المدينة القديمة الظليلة أو الأرصفة المشمسة. في نواحي المدينة، باتجاه الأطلس، تنتصب المآوي الصديقة للبيئة لتقدم المغرب للزائر في طابق فريد يحترم البيئة والتنمية المستدامة. ولا تجد الطبيعة آنذاك من مفر سوى البوح بأجمل أسرارها وأنفسها وهي الهواء النقي والمناظر الساحرة.

في مراكش يكفي النهار للقيام بكل شيء، أما الليل فهو موعد للاحتفال بامتياز. فساحة جامع الفنا تصبح مطعما مفتوحاً لتذوق الأطباق التقليدية المغربية، مثل حساء الحلزون بالثوابل. كما يمكن تناول العشاء في أحد المطاعم العديدة بمركز المدينة، في كليز أو الحي الشتوي، قبل الذهاب لتناول مشروب في إحدى الصالات أو أحد الملاهي الليلية تحت أجواء صاخبة. في مراكش يمكن تذوق كل الأطباق العالمية وليس فقط المغربية؛ فهناك المطبخ الفرنسي والإيطالي والإسباني والصيني وحتى الياباني. كما أن مطبخ “المزيج”، القائم على مزج أكثر من مطبخ في طبق واحد، اكتسب شهرته هنا، خاصة في مطاعم السلاسل الآسيوية الكبرى.