
لم يعرف قط أي قطر في شمال إفريقيا والشرق الأوسط نظاما ملكيا ضاربا جذوره في التاريخ كالذي عرفه المغرب. ولا عجب في ذلك، بالمغرب بلد ملكي منذ ألف سنة !
خلال المرحلة الممتدة بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر، لم تستطع السلالات الأولى (المرابطين والموحدين والمرينيين) أن تحكم لأكثر من 150 عاما. لكن الأمر سيتغير كليا مع قدوم السعديين، أولى السلالات الشريفة باعتبار السلطان شريفا، أي سليل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذو سلطة مستمدة من شرعيته المنبثقة بدورها من نسبه الشريف. وبذلك يصبح السلطان أميرا للمؤمنين مبايَعا على ذلك من رعاياه. خلال مرحلة حكمهم، حارب السعديون على جبهتين منفصلتين البرتغاليين الذين كانوا يحتلون منطقة أكادير والعثمانيين على الجبهة الشرقية. خلف السعديين العلويون (المنتسبين لعلي ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام)، وكان أول ملوكهم مولاي رشيد، مؤسس المغرب الحديث، بمعية شقيقه مولاي اسماعيل الذي سيخلفه، حيث عمل على خلق أول نظام إداري قوي ومهيكل خدمة للسلطان عرف بنظام “المخزن”.
يحكم المغرب الملك الحالي، محمد السادس، سليل السلاطين العلويين، وذلك منذ اعتلائه العرش سنة 1999.